مجلة الأمن العام
المتقاعد توفيق حبيب
تحقيق
دنيز مشنتف
المفتش أول ممتاز توفيق حبيب قبل سنة من المئوية:
الأمن العام مرآة البلد
لأن العمل العسكري يجري في عروقه، قرر المفتش اول ممتاز المتقاعد في الامن العام توفيق حبيب الذي يبلغ حاليا 99 عاما، الانضواء في الامن العام في بدايات تأسيسه عام 1945. لكنه ظلم نتيجة عدم فتح دورات للترقية في ايامه. لو تم ذلك لكان اصبح الان عميدا
كان المفتش اول ممتاز المتقاعد في الامن العام توفيق حبيب من اوائل المتعلمين في بلدته بصاليم في عشرينات القرن الماضي. واظب على اكتساب العلم الى درجة اضطر معها الى السير يوميا من الكرنتينا الى الاشرفية للوصول الى مدرسة الحكمة التي حصل منها على شهادة البكالوريا.
عاش في العمل الذي احبه في الامن العام احداثا مهمة في دورات الانتخابات النيابية، وخلال حضور اجتماعات حزبية بشكل سري واجه بسببها غضب مرؤوسيه لتمسكه بموقفه الرافض لتعديل مضمون افادات كتبها عن اشخاص هاجموا الدولة في كلامهم، فعوقب بنقله الى الناقورة بعد 9 ايام من زواجه. على الرغم من المنعطفات الصعبة التي واجهها في اثناء عمله في الامن العام قبل 74 عاما، لا يزال حبيب يقدر عمل المؤسسة، لانها مرآة البلد.
في عيد الامن العام الـ74 حاورت "الامن العام" احد متقاعديها المفتش اول ممتاز توفيق حبيب بعد بلوغه عامه الـ99، ليروي لنا تفاصيل ما عاشه وواجهه في اثناء عمله منذ البدايات حتى تقاعده في العام 1972.
المفتش اول ممتاز المتقاعد توفيق حبيب في حديقة منزله.
* اذا عدنا معا الى ايام طفولتك، ما هي ابرز المحطات التي تتذكرها؟ ـ عشت في بلدتي بصاليم التي ولدت فيها في 5 كانون الاول 1920. ما اذكره حتى اليوم هو ايام المدرسة، تحديدا، مدرسة الاب بولس الحايك التي تعلمت فيها حتى نلت شهادة السرتفيكا، لاعود وامارس مهنة التعليم في مدرسة انشأها الاب يعقوب الكبوشي في جل الديب. كنت من اوائل المتعلمين في بصاليم، فلم اكتف في ذلك الحين بشهادة السرتفيكا. واصلت تعليمي حتى حصلت على شهادة البكالوريا (جزء اول) من مدرسة الحكمة في الاشرفية. كان والدي يزودني مصروفي الشخصي كي انتقل الى مدرستي في الاشرفية بواسطة القطار الذي كنت انتظره على الطريق الساحلية ليوصلني الى الكرنتينا كآخر محطة له. الامر الذي فرض عليّ السير يوميا من الكرنتينا حتى الاشرفية لاتابع دراستي في مدرسة الحكمة. كانت كلفة التنقل تصل الى ثلاثة قروش، فاشتري الكعكة بالقرش الرابع واعطي القرش الخامس لوالدتي كي تدخره لي. من هذه القروش التي ادخرتها في ذلك الحين، مع المال الذي توفر لي من عملي في الامن العام من خلال راتب شهري بلغت قيمته 150 ليرة، استطعت شراء ارض في منطقة انطلياس بمبلغ 2000 ليرة شيدت عليها بيتا ما زلت اسكن فيه حتى الان.
بطاقته في الامن العام.
* رغبت في الانضواء في الامن العام بعد نيل لبنان استقلاله عام 1943، كيف تم ذلك ومتى، ولماذا اخترت العمل في هذه المؤسسة الامنية بالذات؟ ـ احببت الانخراط في هذه المؤسسة لأن العمل العسكري في دمي، كما يقال، فانضويت فيها في بدايات تأسيسها عام 1945. حينها، كان المبنى الرئيسي الذي يضم مكتب مدير الامن العام ادوار ابوجودة في بناية رزق الله في الزيتونة. عملي في بادىء الامر، كان في المبنى الرئيسي في دائرة الاجانب، ثم تم نقلي في ما بعد الى الناقورة فالى المطار. من هناك الى العبودية، ومن ثم الى منطقة ابعد من المصنع بكثير، هي وادي الحرير حيث كان مركزنا موجودا في الاحراج. بعدها جرى نقلي الى باب التنية في مرجعيون قرب المطلة على الحدود مع اسرائيل، لانتقل في ما بعد، الى المرفأ ولاعود بعد كل هذه المراحل الى مبنى المديرية العامة للامن العام قرب المستشفى العسكري للعمل في امانة السر كمساعد لمدير الامن العام المقدم توفيق جلبوط. ثم انتقلت الى مبنى المديرية في المتحف في الفترة التي تمت فيها احالتي على التقاعد عام 1972 اثر بلوغي الـ52 عاما، ما يعني انني تقاعدت منذ 47 عاما. * هل تحتسب السنوات؟ ـ لا احتسب السنوات بل الايام.
وبطاقة هويته: مواليد 1920.
* ما هي طبيعة العمل التي كنت تتولاه كمساعد لمدير الامن العام توفيق جلبوط؟ ـ كان عليّ تسلم كل المراسلات التي كانت تصل الى المديرية لقراءتها وتقديم ملخص عنها لعرضها على المقدم جلبوط، على ان اقدم رأيي فيها. كان جلبوط يأخذ به، الى ان تم فتح دورة ترقية. كنا اثنين من طائفة الروم الارثوذكس، انا وتوفيق المعلولي، الذي كان جلبوط يدعمه بشدة. في اليوم الاول من الامتحان كان توفيق المعلولي لا يكتب شيئا، واذا كتب كان يمزق الاوراق ويرميها، فقال له جلبوط قدم لي مسابقة ولو كانت بيضاء، لكنه استمر في الامتحان. في اليوم الثاني لم يأت المعلولي فبقيت وحدي. من الشروط المطلوبة لقبول الترشح على الترقية الحصول على علامة تقدير من رؤسائنا، علما ان هذه العلامة لا توضع الا بعد فتح المسابقات، فوضع جلبوط علامة التقدير التي تناسبه ليبقى مكان لغيري في الدورة الثانية ان اتت، فقد ظلمني. من مفارقات ما حدث آنذاك، هو ترك جلبوط منصبه كمدير للامن العام بعد سنة. بعد تلك السنة، وعلى مدى 20 عاما، لم يتم فتح دورات للترقية، ولو تم ذلك لكنت ترقيت الى رتبة كوميسير (مفوض)، اي رتبة عميد حاليا. علما ان الفترة التي قضيتها في الامن العام منذ عام 1945 حتى عام 1972 لم يكن في المديرية سوى 9 اشخاص برتبة كوميسير. ما حصل معي ابقاني في موقعي كمفتش اول ممتاز مدة عشر سنوات. استمرت المديرية على هذا الوضع حتى تعيين العميد انطوان دحداح مديرا عاما، حيث فتح المجال امام دورات للترقيات والانضواءات الجديدة.
* اي اثر تركه فيك احساسك بالظلم؟ ـ لم اتوقف عنده، اكملت مهماتي. المهم بالنسبة الي الان هو انني خرجت من الامن العام بصحتي وعقلي. * هلا حدثتنا عن احداث مهمة عشتها في اثناء عملك في الامن العام لا تنساها حتى الان؟ ـ واجهنا الكثير من الاحداث، خصوصا في التظاهرات وفي فترات الانتخابات النيابية التي كنا نكلف فيها تأمين نجاح المرشح المدعوم من الدولة بالتنسيق مع الجيش، على ان نفتعل نحن المشكلة كي تتولى عناصر الجيش تغطيتنا حتى لو اضطروا الى توقيفنا. في احدى دورات الانتخابات النيابية في الجنوب تم رشقنا بالحجارة لاننا عملنا على اسقاط كامل الاسعد، وقد نجحنا في ذلك. كانت الاحداث تختلف باختلاف المناطق وشخصياتها. في اثناء عملي في باب التنية في منطقة مرجعيون، وصلت الينا معلومات عن انعقاد اجتماع لاعضاء الحزب السوري القومي الاجتماعي في احد البساتين، فكلفت حضور هذا الاجتماع لاخذ المعلومات وتقديم تقرير عن المجتمعين، من سيتكلم فيه وعما سيتكلمون وهل هناك تحريض للناس وحول ماذا تحديدا؟ حضرت الاجتماع واستمعت الى كل واحد منهم. ما حصل، حينها، هو قيام احد المجتمعين بمهاجمة الدولة، فقدمت تقريري عن الذي حصل وعن كل ما سمعته في الاجتماع. طبعا تم القاء القبض على هذا الشخص وسجنه وتحويله الى المحاكمة. قدمت شهادتي في الجلسة الاولى التي كان فيها النائب الراحل عادل عسيران محاميا عن المتهم. بعد فترة قصيرة عقدت جلسة ثانية، فطلب مني الادلاء بشهادتي للمرة الثانية، وقد اوصاني مدير الامن العام الامير فريد شهاب قبل حضور الجلسة ان لا اكون متشددا فيها وان اساير المحامي عسيران، فرفضت لان في ذلك تغييرا في مضمون افادتي التي اصر عليها، الامر الذي قد يعرضني للسجن. بقيت متمسكا بموقفي ولم اغيّر في شهادتي حرفا واحدا، فانزعج الامير شهاب من موقفي الى حد الغضب الذي دفعه الى اتخاذ قرار نقلي الى الناقورة بعد 9 ايام من زواجي. * اي احداث عشتها في اثناء عملك في مركز الناقورة؟ ـ بعد نكبة 1948 اعتقد الفلسطينيون الذين اتوا الى لبنان انهم سيقضون اجازة الصيف فيه على ان يعودوا مجددا الى فلسطين، هكذا اعتقدوا وعلى هذا الاساس تركوا بلدهم. في اثناء عملي في مركز الناقورة كانت عمليات تهريب الذهب من لبنان الى اسرائيل ناشطة جدا في مقابل الحصول على ادوات تجميل. في احد الايام وصلت الينا معلومات عن وجود مهربين يحملون سبائك من الذهب وعلينا ملاحقتهم وتوقيفهم. تركت العناصر في المركز ولحقت باحد هؤلاء المهربين الى البساتين الذي كان يتسلل اليه ويختفي بين المزروعات. لدى وصوله الى مقربة من الحدود مع اسرائيل، رمى كيسا من الذهب الى داخل الحدود الاسرائيلية ليتسلمه احد المتعاونين معه والمعروف باسم سرور الذي كان مشهورا في هذا المجال حينذاك. بعد تواصلي مع حاجز الدرك في الجهة المقابلة اطلقت الرصاص على المهرب، لانني لا استطيع اللحاق به لوحدي ولا القبض عليه بمفردي. في تلك المرحلة، كنا نعقد اجتماعا اسبوعيا مع الاسرائيليين من خلال لجنة الهدنة التي كانت تجمعنا بهم. في احد الاجتماعات، سلمنا الجانب الاسرائيلي كيس الذهب الذي حصل عليه المعروف باسم سرور، لنسلمه بدورنا الى الدولة، فحصلت على مكافأة على عملي بلغت قيمتها 16 ليرة. * كم كان يبلغ عديد الامن العام في ذلك الوقت؟ ـ كان لدى الامن العام 150 عنصرا في كل الرتب. * ما الذي اكتسبته على الصعيد الشخصي من عملك في الامن العام؟ ـ في الامن العام احببت التربية الجديدة، هذا العمل يجري في عروقي. اذكر جيدا الصورة التي كانت موضوعة عند مدخل المديرية والتي تشير الى انه علينا ان نسمع جيدا ونرى جيدا شرط ان لا نتكلم ابدا. الامن العام هو مرآة البلد. * ما بين الامس واليوم، ماذا تقول عن مؤسسة الامن العام اليوم وبماذا تختلف عن السابق؟ ـ انا معجب جدا بقيادته الحالية. المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم قبضاي، ولم تر هذه المؤسسة عبر تاريخها رجلا مثله. فتح الباب امام الشباب واصحاب الشهادات. انا من اشد المعجبين به. تصويب ورد خطأ في عدد "الامن العام" الشهر الماضي ( تموز) ضمن موضوع منظمة "ابعاد" مركز الاستماع الى الرجل ذي السلوك العنفي بهدف علاجه، صفحة 101، رقم هاتف المركز، والرقم الصحيح هو التالي: 71283820.
عناوين الأمن العام
المقسم |
العدلية شارع سامي الصلح |
01/386610 - 01/425610 |
الدائرة الأمنية |
المتحف 01/612401/2/5 |
دائرة مطار رفيق الحريري الدولي: |
01/629150/1/2 - 01/628570 |
دائرة مرفأ بيروت: |
01/580746-01/581400 |
مركز أمن عام مرفأ جونية: |
09/932852 |
مركز أمن عام مرفأ طرابلس: |
06/600789 |
مركز أمن عام العريضة: |
06/820101 |
مركز أمن عام العبودية: |
06/815151 |
مركز أمن عام البقيعة: |
06/860023 |
مركز أمن عام الرائد الشهيد روجيه جريج - القاع: |
08/225101 |
مركز أمن عام المصنع: |
08/620018 |
مركز أمن عام مرفأ صور: |
07/742896 |
مركز أمن عام مرفأ صيدا: |
07/727455 |
مركز أمن عام الناقورة: |
07/460007 |
مركز أمن عام مرفأ الجية: |
09/995516 |
دائرة أمن عام بيروت |
01/429061 - 01/429060 |
|
||||||||||||||||||||||||||||
دائرة أمن عام البقاع |
08/803666 |
مركز زحلة |
08/823935 |
مركز جب جنين |
08/660095 |
مركز راشيا |
08/590620 |
مركز رياق |
08/900201 |
مركز النقيب عصام هاشم - مشغرة |
08/651271 |
مركز بوارج |
08/540608 |
دائرة أمن عام بعلبك الهرمل |
08/374248 |
مركز بعلبك |
08/370577 |
مركز شمسطار |
08/330106 |
مركز الهرمل |
08/200139 |
مركز دير الأحمر |
08/321136 |
مركز اللبوة |
08/230094 |
مركز النبي شيت |
08/345104 |
دائرة أمن عام لبنان الجنوبي |
07/724890 |
مركز صيدا |
07/735534 |
مركز صور |
07/741737 |
مركز جزين |
07/780501 |
مركز جويا |
07/411891 |
مركز قانا |
07/430096 |
مركز الزهراني |
07/260957 |
دائرة أمن عام النبطية |
07/760727 |
مركز النبطية |
07/761886 |
مركز بنت جبيل |
07/450010 |
مركز مرجعيون |
07/830301 |
مركز حاصبيا |
07/550102 |
مركز جباع |
07/211418 |
مركز تبنين |
07/326318 |
مركز شبعا |
07/565349 |
مركز الطيبة |
07/850614 |
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||