بعد مركزي شبعا والطيبة ضمن النطاق الجغرافي مبنى نموذجي لدائرة أمن عام النبطية خطة التطوير التي اطلقتها المديرية العامة للامن العام لم تتوقف في ما خص مبانيها عند حدود اعادة تأهيل وتطوير تجهيزات كل مكاتبها ودوائرها ومراكزها الموجودة اساسا، ولا عند استحداث دوائر ومراكز في الاقضية التي لم تكن فيها اساسا، بل شملت وستشمل لاحقا استحداث مبان لكل الدوائر والمراكز المقر الجديد لكل من دائرة امن عام النبطية ومركز امن عام النبطية الاقليمي وشعبة الامن القومي في النبطية التابعة لدائرة الامن القومي، مؤلف من ثلاث طبقات، ومجهز باحدث اللوازم اللوجستية واجهزة وبرامج كومبيوتر متطورة ومعدات بيومترية وصالات انتظار، ومصاعد كهربائية، ومرائب مجانية لركن سيارات المواطنين وسواها. وقد دشن في 21 آذار 2019 في احتفال رسمي حضرته، الى المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، شخصيات سياسية واجتماعية وروحية. "الامن العام" زارت المقر وجالت في ارجائه مع رئيس دائرة امن عام النبطية الرائد علي حلاوي.

رئيس دائرة امن عام النبطية الرائد علي حلاوي.

* ما النطاق الاداري والجغرافي لدائرة امن عام النبطية؟ - يشمل نطاق عمل الدائرة جميع بلدات محافظة النبطية وقراها. يمتد من بلدة شبعا شرقا حتى بلدة انصار غربا، ومن بلدة صربا شمالا حتى بلدتي رميش وعيتا الشعب جنوبا. اداريا، تتبع للدائرة ثمانية مراكز اقليمية هي مراكز النبطية، جباع، مرجعيون، الطيبة، حاصبيا، شبعا، بنت جبيل، وتبنين. تجدر الاشارة الى انه تم استحداث مركز امن عام شبعا الاقليمي عام 2016، ومركز امن عام الطيبة الاقليمي عام 2017. كل ذلك بهدف توفير مشقة انتقال ابناء تلك البلدات والقرى المحيطة بها والمقيمين فيها مسافات طويلة الى اقرب مركز عام لانجاز معاملاتهم. * قبل استحداث هذا المقر، اين كانت مقار الدائرة والمركز والشعبة، وكيف كانت مواصفاتها؟ - في السابق كانت المقار ضمن سرايا النبطية الحكومية. مساحة الدائرة التي كانت تضم ايضا شعبة الامن القومي، لم تكن تتجاوز 200 متر مربع. في حين ان مساحة المركز كانت تقارب 120 مترا فقط. لم يكن في الامكان توسيع اي منها نظرا الى ضيق مساحة مبنى السرايا الحكومية واكتظاظها بمراكز للعديد من الادارات الرسمية. كثافة المعاملات والمهمات التي كانت تنجز ضمنها، خاصة بعد توافد عشرات الالاف من الوافدين السوريين الى محافظة النبطية عقب بدء الاحداث المؤسفة في سوريا، كانت تتسبب في زحمة خانقة في مقارنا كما في مبنى السرايا عموما، ما كان يؤدي الى انزعاج المواطنين والعسكريين وسائر موظفي مراكز الادارات الرسمية الاخرى ضمن السرايا على حد سواء. ناهيك بأنه لم تكن توجد مرائب لركن الآليات في محيط السرايا. بازاء هذا الواقع الصعب على كل الصعد، كان قرار المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يشدد دائما على ضرورة تأمين افضل خدمة عامة للمواطنين، بضرورة السعي الى استحداث مقر جديد مستقل للامن العام. في 21 آذار 2019 توجت جهود اللواء ابراهيم وجهودنا بافتتاح المقر الجديد النموذجي الذي نحن فيه اليوم. * ما مواصفات المبنى الجديد عموما، وماذا يتضمن من قطع عسكرية للامن العام؟ - المبنى الجديد الذي تم وضع رسمه الهندسي من شعبة الهندسة في الدائرة الفنية التابعة لمكتب الشؤون الادارية في المديرية العامة للامن العام، والتي صممته وفق تقسيمات تراعي ارقى معايير الخدمة العامة، قائم على عقار مساحته ثلاثة الاف متر مربع، ويتألف من ثلاث طبقات تبلغ مساحة كل منها 700 متر مربع. تحوط به من كل الجوانب باحات مسوّرة مساحتها الاجمالية 2300 متر، مخصصة كمرائب لركن الآليات العسكرية وسيارات العسكريين. علما ان العقار محاط بمرائب مجانية لركن سيارات المواطنين. الطبقة الارضية التي تتألف من 22 غرفة كبيرة ومنتفعاتها مع ثلاث صالات انتظار، تضم مقر مركز امن عام النبطية الاقليمي الذي يتبع له ايضا مقر مستقل خاص بمعاملات الوافدين السوريين، كافيتريا، نظارة للموقوفين موقتا تراعي ارقى معايير حقوق الانسان. يتضمن المركز 43 كونتوارا مخصصة لاستقبال معاملات المواطنين وتسليمها. كما يضم مدخلا خاصا للاشخاص ذوي الارادة الصلبة. الطبقة الاولى المؤلفة من غرف وصالات انتظار مماثلة تتضمن مقر دائرة امن عام النبطية، نظارة للموقوفين موقتا. تضم الطبقة الثانية شعبة الامن القومي في النبطية التابعة لدائرة الامن القومي، ثلاث عيادات مجهزة باحدث المعدات الطبية يستخدمها اطباء من الامن العام من مختلف الاختصاصات في معالجة الحالات الطبية الخاصة بالعسكريين وافراد عائلاتهم المقيمين ضمن النطاق الجغرافي لمحافظة النبطية، بما يوفر عليهم مشقة الانتقال ونفقاته الى بيروت حيث مقر مكتب الشؤون الصحية في الامن العام، للعلاج. المبنى يحتوي على درج داخلي يجمع بين كل طبقاته، اضافة الى انه مجهز بمصعدين كهربائيين الهدف منهما تسهيل التنقل ضمنه لاسيما للاشخاص ذوي الارادة الصلبة. مكاتبه كلها مجهزة باحدث المعدات اللوجستية التي تساهم في تسهيل العمل وتسريعه، باجهزة وبرامج كومبيوتر حديثة، وسائل تدفئة وتبريد، علما ان الكهرباء مؤمنة ضمنه 24/24. كذلك تجدر الاشارة الى ان مركز امن عام النبطية الذي يستقبل معاملات المواطنين، مجهز بمعدات بيومترية عددها 12، اضافة الى الات للدفع الالكتروني. المبنى مجهز ايضا بشبكة كاميرات حديثة تغطي كل اقسامه ومرائب السيارات ومحيطه الجغرافي، بما يساهم في تعزيز امن المواطنين والعسكريين وآلياتهم على السواء. وهو مجهز ايضا بشبكة اتصالات متطورة تربط الدائرة مباشرة بالادارة المركزية للمديرية وبجميع مكاتب الامن العام ودوائره ومراكزه المنتشرة على كل الاراضي اللبنانية. بالتالي، يعد المبنى، بهندسته ومساحته وتقنياته، نموذجيا لناحية مراعاته ارقى معايير الخدمة العامة.

التقدم بطلبات.

* كيف كان وقع استحداث المقر الجديد بالنسبة الى ابناء محافظة النبطية وفعالياته؟ - رافق تحضيراتنا لاستحداث المركز وفي يوم افتتاحه، ترحيب ودعم عارمان لا يزالان مستمرين حتى اليوم. فالثقة الكبيرة للمواطنين والفعاليات بصدق المديرية العامة للامن العام وشفافيتها عموما، وبشخص مديرها العام اللواء عباس ابراهيم خصوصا، دفعت بلدية النبطية الى تقديم الارض، ومجلس الجنوب الى المساهمة في تشييد المقر، وعدد كبير من قوى المجتمع المدني الى المساهمة في تجهيزه، مشكورين جميعا. كما انه يوم وضع الحجر الاساس للمقر، الذي تم تشييده بسرعة قياسية، كانت هناك استقبالات شعبية للواء ابراهيم في كل بلدات محافظة النبطية وقراها التي مر فيها موكبه، حيث استقبله الناس فيها بلافتات الترحيب ونثروا الارز والورود عليه ونحروا الخراف امام موكبه، ما يعكس مدى محبتهم لمديرية الامن العام ولشخص مديرها العام على حد سواء. استطرادا، لا نبالغ اذا قلنا اننا منذ افتتاح المقر وبدء العمل فيه، ونحن نشعر اننا بين اهلنا بكل ما للكلمة من معنى، نظرا الى الاهتمام الذي نلقاه من المواطنين والبلديات والفعاليات الذين يحملوننا دائما احر السلامات الى اللواء ابراهيم الذي يصفونه برجل الدولة العابر للطوائف، وصاحب الانجازات الوطنية والانسانية التي يفخر بها كل الوطن، والتي سيذكرها التاريخ في صفحاته البيض. * في موازاة التحديث، هل من انجازات امنية تمكنتم من تحقيقها خلال السنوات الاخيرة؟ - بالتاكيد، ثمة انجازات امنية كثيرة ونوعية تحققت. من ابرزها نذكر على سبيل المثال لا الحصر: • تمكنا بالتعاون مع مكتب شؤون معلومات الامن العام من توقيف العديد من الاشخاص والشبكات المتعاملين مع العدو الاسرائيلي. من ضمنهم شبكة اوقفت عام 2015، تضم ثلاثة اشخاص كانوا يحضرون لمحاولة اغتيال المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، وذلك بعد رصد كل تحركاتهم بين بيروت والجنوب على مدى اشهر عدة. وقد تداولت كل وسائل الاعلام انذاك اخبار ذاك الانجاز النوعي. • توقيف شبكات ارهابية كانت تعمل على تجنيد لبنانيين وسوريين في صفوفها تمهيدا لنقلهم الى سوريا للمشاركة في الحرب الدائرة هناك، وتنفيذ اعمال ارهابية، واغتيالات على الاراضي اللبنانية. • توقيف عدد كبير من الشبكات الاجرامية والاشخاص المتخصصين في جرائم تزوير المستندات الرسمية، لاسيما بطاقات الهوية واخراجات القيد السورية ومستندات الدخول الى لبنان وسواها. • توقيف عدد كبير من الاجانب الداخلين خلسة الى الاراضي اللبنانية، واقفال العديد من المحلات والمؤسسات التجارية التي افتتحها اجانب خلافا للقانون. كل ذلك تطبيقا للقانون وحماية لليد العاملة اللبنانية. كذلك توقيف الكثير من الاشخاص المطلوبين بموجب مذكرات قضائية لارتكابهم جرائم مختلفة كالقتل، تجارة او تعاطي المخدرات، السرقة، الدعارة، الاحتيال، وسواها.

انجاز المعاملات.

* هل من مشاريع تحديثية اخرى تسعون الى تحقيقها في المستقبل؟ - نستكمل حاليا تجهيز المقر الجديد بكل ما ينقصه من تقنيات واعمال اضافية. كما نسعى الى محاولة استحداث مقار جديدة لبعض مراكزنا الاخرى في المرحلة المقبلة. كل ذلك بهدف توفير افضل خدمة عامة ممكنة لكل المواطنين في جميع البلدات والقرى. فالمديرية العامة للامن العام، كما يؤكد دائما مديرها العام اللواء عباس ابراهيم، هي في خدمة الانسان. هذا الامر نعمل على ترجمه افعالا من خلال ادائنا اليومي، وعبر ما حققناه وسنحققه مستقبلا من مشاريع تحديثية وتطويرية تصب في مصلحة الوطن والمواطنين على السواء.