تحقيق

المحامي منير الشدياق

mounirchidiac2014@gmail.com

دائرة الشؤون الصحيّة في الأمن العام:

إنجازات تحاكي المعايير النموذجية للطبابة

في موازاة تعديل هيكليتها وتوسيع نطاق مهماتها، ورغم ازدياد عدد عسكريي المديرية العامة للامن العام بنسبة فاقت المئة في المئة، جراء خطة التطوير التي تشهدها، نجحت الدائرة الصحية في الامن العام ليس في اعتماد اهم المعايير النموذجية للطبابة فحسب، بل توفير تقديمات الى العسكريين وعائلاتهم لا تمنحها سائر الجهات الضامنة في لبنان

اعتماد الادوية الاصلية (Brand)، استحداث عيادة خاصة بالامراض النسائية، عيادة متخصصة بالحد من البدانة بشكل صحي، مخزن كبير للادوية يراعي اهم المعايير الدولية، مختبر الامن العام الذي حصد جائزة ايزو العالمية عن جودة الخدمات الطبية، وسواها من الانجازات النوعية التي تحققت في دائرة الشؤون الصحية في المديرية العامة للامن العام، كانت محور لقاء "الامن العام" مع رئيس الدائرة العميد الطبيب علي السيد.

■ علمنا انه تم منذ مدة توسيع نطاق مهمات الدائرة الصحية. ما هي تفاصيل الموضوع؟

□ في 23 شباط 2016 تم الغاء دائرة المعاينات والعلاج التابعة لمكتب الشؤون الادارية في المديرية العامة للامن العام، وضم كل الشعب التي كانت تنضوي ضمنها الى دائرة الشؤون الصحية التي تتبع اداريا الى المكتب نفسه. بموجبه، باتت الهيكلية الادارية للدائرة تضم حاليا، الى رئاستها، تسع شعب هي: امانة السر، الاستشفاء والمراقبة، المكننة، التدقيق والانجاز، الصيدليات، التموين الطبي والاسعاف، المركز الطبي، طب الاسنان، المختبر.

■ ما ابرز المهمات الملقاة على عاتق الدائرة؟

□ في اختصار، يمكن القول ان الدائرة تعنى بتأمين جميع الخدمات الطبية، بشكل مجاني وبالكامل، الى جميع العسكريين والموظفين المدنيين في المديرية العامة للامن العام، سواء الذين هم في الخدمة الفعلية او الذين احيلوا على التقاعد، كذلك الى جميع افراد عائلاتهم الذين هم على عاتقهم، ومجموعهم يقارب 28 الف شخص، وذلك سواء ضمن المراكز الطبية والمختبر والعيادات التابعة الى المديرية او في المستشفيات والمختبرات الطبية الخاصة الموجودة على كل الاراضي اللبنانية، والتي قمنا بالتعاقد مع معظمها. اضافة الى توفير العلاج خارج لبنان في الحالات الاستثنائية غير المتوافرة في لبنان، وذلك وفق الاصول والشروط التي تنص عليها القوانين والانظمة النافذة، والتعليمات الدائمة الصادرة عن المديرية العامة للامن العام.

■ اي انجازات تحققت ضمن الدائرة الصحية تماشيا مع خطة التطوير التي اطلقت ضمن المديرية العامة للامن العام منذ سنوات؟

□ انجازات نوعية كثيرة تحققت في الطبابة والمعاينات والعلاجات، كذلك على صعيد تطوير امكانات كل شعب الدائرة وتحديثها، وتوسيع مروحة الخدمات التي تقدمها. كل ذلك، بفضل تكامل التوجيهات الحكيمة للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، ودعمه الاستثنائي لملف الطبابة مع الجهود التي نبذلها كرئاسة دائرة، وجهود كل الضباط والرتباء والعناصر ضمنها. من ابرز تلك الانجازات التي تحققت خلال السنوات الاخيرة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر:

-1 استحداث عيادة جديدة لطب الاسنان مجهزة باحدث التقنيات والمعدات.

-2 استحداث عيادة خاصة بالامراض النسائية.

-3 استحداث عيادة متخصصة بالحد من البدانة بشكل صحي يقي من اي تفاعلات مستقبلية على الجسم.

-4 رغم واقع تكاثر الادوية البديلة (Generique) في الاسواق اللبنانية،
حرصنا على اعتماد الادوية والمستلزمات الطبية الاصلية (Brand) المستوردة من مصادر عالمية موثوق بأنها تعتمد احدث المعايير الطبية في العالم، وذلك بنسبة 90%.

-5 اصبحت طبابة عائلات العسكريين، من زوجة واولاد، على نفقة الامن العام بالكامل. في السابق كان العسكري الذي يريد اجراء صورة شعاعية او صورة صوتية او غيرهما من الاعمال الطبية ذات الكلفة المرتفعة لزوجته او لاحد اولاده مثلا، يضطر الى دفع ثمنها من ماله الخاص ليعود ويتقدم بطلب مساعدة مرضية بهدف استرداد جزء مما دفعه، ما كان يشكل عبئا ماديا غير متوقع ولا يمكن تأجيله. بازاء هذا الواقع قمنا بجعل كل طبابة عائلة العسكري على نفقة الامن العام بشكل كامل وفوري.

-6 وضع الشقيقات والاشقاء على العاتق في حال عدم وجود معيل او ضامن، بالنسبة الى الحالات المرضية المزمنة ووفقا لاحكام التعليمات الدائمة ذات الصلة.

-7 توسيع مروحة الفحوص الطبية الخاصة بالفنانات الاجانب اللواتي يدخلن الى لبنان بهدف التأكد من انهن لا يعانين من اي امراض معدية، تحقيقا للامن الصحي في المجتمع.

-8 استحداث مخزن كبير للادوية مجهز بافضل التقنيات اللوجستية ويراعي احدث المعايير الصحية العالمية. الهدف من ذلك هو الاحتياط من فقدان اي دواء من الاسواق اللبنانية بشكل مفاجئ. ما يستحق الاشارة اليه هو اننا لا نستقبل اي دواء تقل مدة صلاحيته عن 18 شهرا باقل تقدير، وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية، باستثناء بعض الادوية التي تكون مدة صلاحيتها اصلا اقل من 18 شهرا اعتبارا من تاريخ تصنيعها، كبعض ادوية الامراض السرطانية مثلا.

-9 اجراء فحوص طبية دورية وشاملة، وتقديم افضل انواع العلاجات، للموقوفين موقتا في نظارة الامن العام، انطلاقا من احترام حقوق الانسان الاساسية بغض النظر عن الفعل الجرمي الذي يكون ارتكبه اي منهم.

-10 توسيع مروحة تأمين كل الادوية اللازمة للامراض المستعصية والمزمنة التي يعاني منها بعض العسكريين ومن هم على العاتق، غير الموجودة اصلا في لبنان، من بلدان اجنبية على نفقة الامن العام بشكل كامل، حتى ولو كان ثمنها باهظا. اذ ان بعضها يصل ثمنه الى ما يقارب 30 مليون ليرة لبنانية.

-11 تطويع ضباط اطباء، والتعاقد مع اخرين، بما يشمل جميع الاختصاصات بهدف تفعيل وتسريع التغطية الطبية للعسكريين، ومن هم على عاتقهم في جميع المحافظات اللبنانية.

-12 تفعيل آلية اعطاء الموافقات الطبية اللازمة عبر البريد الالكتروني تلبية لحالة الاستعجال التي ترافق الحالات المرضية عادة. كذلك تفعيل آلية المتابعة الفورية للحالات الطارئة.

-13 توفير كل انواع اللقاحات وفحوص الاسنان لكل العسكريين ومن هم على عاتقهم في جميع دوائر الامن العام ومراكزه الموجودة في كل المحافظات اللبنانية، من خلال توجه اطباء من الدائرة اليها كل شهر، كي لا يتكبد هؤلاء مشقة الحضور الى بيروت للاستفادة من تلك الخدمات.

-14 اطلاق برنامج تنظيم دورات مسعف ميداني عادي (combat life saver)، ومسعف ميداني متقدم (combat medic) لضباط وعسكريين من كل مكاتب الامن العام ودوائره.

-15 وضع تعليمات جديدة للطبابة تحت الرقم 2/2017، بما يؤمن احترام تطبيق اهم المعايير الطبية العالمية من جهة، وتوفير خدمة افضل واسرع للعسكريين وعائلاتهم من جهة اخرى.

-16 تأمين سيارتي اسعاف جديدتين مجهزتين باحدث التقنيات والمعدات الطبية اللازمة.

-17 بدأنا اجراء فحوص طبية عامة وشاملة بشكل سنوي لجميع الضباط، والعمل جار لكي يشمل هذا البرنامج مستقبلا جميع العسكريين من كل الرتب.

-18 ادخال العديد من التعديلات على بطاقة الاستشفاء لتصبح منسجمة مع احدث المعايير الطبية والادارية.

-19 بتوجيهات من اللواء ابراهيم، وسعنا مروحة تغطية كلفة علاجات عدة، لا تغطى عادة من كل المؤسسات الضامنة. كذلك قمنا بتفعيل تأمين الطبابة خارج البلاد وتسهيلها، في افضل المستشفيات العالمية للعسكريين الذين يعانون من حالات مرضية لا يتوافر لها العلاج المطلوب في المستشفيات اللبنانية.

تجدر الاشارة الى اننا نعطي الاولوية القصوى والاستثنائية لتأمين دخول المرضى الى المستشفيات بشكل فوري. اذا حصل اي تأخير بسيط لاي سبب كان، تتم معالجته بشكل فوري وعاجل. لا نبالغ هنا، اذا قلنا ان المديرية العامة للامن العام تكاد تكون المؤسسة العسكرية الوحيدة التي لم تعترضها حتى الان اية مشاكل لناحية استقبال مرضاها في المستشفيات المدنية المتعاقدة معها.

-20 استبدلنا جميع الالات والمعدات الطبية المستخدمة ضمن مختبر الامن العام باخرى حديثة، مماثلة تماما لتلك المستخدمة في اهم مختبرات اكثر الدول تطورا في هذا المجال.

-21 التمكن في اواخر عام 2015 المنصرم، بفضل جهودنا المشتركة مع شركة Bioteckالتي تتولى ادارة مختبر الامن العام، من حصد جائزة ايزو العالمية ذات الرقم (IS0 9001 2008) التي تؤكد ان ادارة المختبر وخدماته وتقنياته وتقديماته مطابقة لاعلى المواصفات والمعايير الطبية الدولية. كما قمنا بزيادة عديد الطاقم الاداري والعسكري في شعبة المختبر، بهدف تسهيل الاعمال وتسريعها ما انعكس ازديادا لعدد الفحوص المنجزة شهريا، من ما يقارب الالف فحص الى ما بين 1500 و2000.

■ هل ان معظم انواع الفحوص تنجز ضمن المختبر؟

□ ليس فقط معظم، بل جميع انواع الفحوص التي تنجز في مختبرات اهم المستشفيات اللبنانية، بدءا من الفحوص الروتينية (الدهنيات، السكري، الزلال...)، مرورا بالفحوص المناعية الهرمونية، والفحوص الدموية والتجلط (الكريات البيضاء والحمراء...)، والبارازيتولوجي (VITEK)، وسواها ايضا، تنجز في مختبرنا. لا توجد اي جهة في لبنان متطورة اكثر منا على هذا الصعيد. استطرادا، ما يستحيل انجازه في لبنان من فحوص متطورة نرسله فورا الى احد اهم المختبرات الفرنسية (Biologie Medicale Specialisée - Biomnis). اذ ان توجيهات اللواء ابراهيم في هذا الخصوص تقضي بتوفير افضل طبابة ممكنة للعسكريين وذويهم، سواء في لبنان او خارجه، من دون الوقوف على التكلفة المالية طالما ان امكاناتنا تسمح بذلك، لان الانسان هو الاهم بالنسبة الينا.

■ هل من مشاريع اخرى تحضر للمستقبل؟

□ بالطبع. السعي الى تطوير امكانات الدائرة وتقديماته بشكل دائم اصبح مثابة جزء لا يتجزأ من عملنا اليومي. في هذا السياق، نحن الان في صدد التحضير لانجاز العديد من المشاريع الجديدة في الاماد القريبة والمتوسط والبعيدة. منها على سبيل المثال لا الحصر، بدء اعداد الدراسات اللازمة لمشروع استحداث مستوصفات للامن العام في جميع المحافظات، بهدف توفير كل انواع المعاينات الطبية والفحوص المخبرية وكذلك الادوية الى العسكريين ومن هم على عاتقهم في المحافظة التي يقيمون فيها، كي لا يتكبدون مشقة الانتقال مسافات طويلة الى مراكز الطبابة الاخرى من جهة، وبهدف تأمين حصولهم على الخدمات الطبية في اسرع وقت ممكن، لان عامل الوقت مهم جدا بالنسبة الى المريض من جهة اخرى. يأتي ذلك تطبيقا لاستراتيجيا لامركزية الخدمات التي تعتمدها المديرية العامة للامن العام، بتوجيهات واضحة من مديرها العام اللواء عباس ابراهيم. كما نعمل على هدف الوصول الى الاكتفاء الذاتي للمديرية في مرفق الطبابة على المدى البعيد، وسواها من الانجازات.

رئيس دائرة الشؤون الصحية في الامن العام العميد الطبيب علي السيد.

صيدلية خارجية.

صيدلية داخلية.

المختبر.

عيادة طب الاسنان.

مدخل العيادات.

قسم التغذية.