مجلة الأمن العام
مقابلة مع الطبيب النفسي للاطفال والمراهقين الدكتور رشاد الريس
لئلا يتراجع الذكاء الاجتماعي للأطفال
ملازمة المنازل تزيد الإضطرابات السلوكية
الطبيب النفسي للاطفال والمراهقين الدكتور رشاد الريس.
مشهد مقلق تمثل في اشراك الاهل اطفالهم في التظاهرات التي عمّت لبنان اخيرا. بحملهم على الاكتاف بدا كأننا نورثهم مشكلاتنا. مغامرة اقدم عليها اللبنانيون من دون ادراك تبعاتها السلبية على اطفالهم. لدى سؤالنا في موضوع سابق عن كيفية حماية اطفالنا في المرحلة المقبلة، كان الجواب التنبه من اصابتهم باضطرابات سلوكية
اذا كان الاهل سعداء في حياتهم الخاصة، سيعيش اولادهم حياة سعيدة ولن يصابوا باضطرابات سلوكية، ما يعني ان البيئة العائلية عامل مؤثر سلبا او ايجابا على الصحة النفسية التي باتت مرتبطة ارتباطا وثيقا في السنوات الاخيرة بصحة الطفل الجسدية بشكل عام.
يحدد الطب النفسي مرحلة ما بعد الصدمة، اي بعد مواجهة الطفل تغييرا طارئا في حياته لم يفهم اسبابه ولم يجد تفسيرات له، او لم يسع الاهل الى تقديم تبرير له لما حصل معه، ما سيضع الطفل امام شيء مجهول ويسبب له اضطرابات سلوكية مصدرها الخوف والقلق. هذه المشكلة لا يصاب بها كبار السن، بل الصغار فقط لانهم عاجزون عن ايجاد الكلمات الوافية للتعبير عن مشاعر تزعجهم، فيلجأون الى جسدهم للتعبير بواسطته عبر تصرفات لافتة للمحيطين بهم.
مشكلة لا يكتشفها الاهل الا مصادفة بعد لجوئهم الى طبيب نفسي للاستعانة به كي لا يتم طرد ابنهم او ابنتهم من المدرسة.
هذا ما كان يحدث عادة وبشكل عام، تحديدا ما قبل ملازمة اللبنانيين، صغارا وكبارا، منازلهم بسبب انتشار وباء الكورونا. لكن مع الواقع المستجد، عاش تلامذة لبنان حدثا لم يشهده العالم من قبل، هو التعلم عن بعد بواسطة الانترنت.
في حوار مع "الامن العام"، يوضح الطبيب النفسي للاطفال والمراهقين المتخصص في جامعة هارفارد الدكتور رشاد الريس الحالات المؤدية الى الاصابة باضطرابات سلوكية وتأثير العزلة الاجتماعية والتعلم عن بعد على تلامذة لبنان.
* في موضوع سابق، نبهت احدى الاختصاصيات في العلاج النفسي من اصابة الاطفال الذين شاركوا اهلهم في التظاهرات الاخيرة التي شهدها لبنان باضطرابات سلوكية في مراحل لاحقة، ما هي الدلائل التي تشير الى وجودها؟
ـ اصابة الطفل باضطراب سلوكي يحصل عادة في ما نسميه علميا مرحلة ما بعد الصدمة، وذلك من خلال تغيير يطرأ على تصرفاته. فيعبّر عن الاضطراب الذي يشعر به بالمشاغبة في الصف وعدم التركيز في اثناء الدروس، فلا يكترث لملاحظات المعلمة او المعلم ما يؤدي به الى الرسوب في المدرسة او الى التراجع في معدل النجاح الذي حققه سابقا. هناك من يوصف بمهرج الصف الذي يكثر من الكلام، ويرغب في اضفاء جو من الضحك والمرح بين رفاقه لالهائهم عن متابعة دروسهم. من يلعب هذا الدور بين رفاقه، يعاني من افراط في الحركة التي نسميها الحركة الزائدة والتي تعتبر اضطرابا سلوكيا. الامر نفسه ينطبق على الطفل الذي يلجأ الى العنف او التحول من طفل اجتماعي جدا الى شخص منزو يرفض مغادرة البيت والاختلاط باصدقائه او رفاقه او التعرف الى رفاق جدد. فلا يرغب في التحدث الى احد ولا الى النظر الى من يخاطبه، ويتأثر بسرعة بأي كلمة توجه اليه من خلال التعبير بكاء عن انزعاجه من الامر. الطفل المصاب باضطرابات سلوكية يسيطر عليه الخوف والقلق في حال رغب اهله في اصطحابه الى مكان يجهله، فتكثر اسئلته عن الاشخاص الذين سيلتقي بهم ويحاول ان يعرف سبب هذه الزيارة. في حالات اخرى، اذا تأخر الاهل عن المجيء لاصطحاب اولادهم من مكان معين يزداد القلق والخوف لديهم، وفي بعض الاحيان يلجأ الطفل او المراهق المصاب بهذه الاضطرابات الى سلوكيات ضد القانون، كالسرقة مثلا.
* ثمة اسباب تؤدي الى هذه الاصابة، ما هي؟
ـ من المعروف ان كبار السن لا يصابون بهذه الاضطرابات بل الصغار فقط. الامر الذي تعود اسبابه الى القدرة على التعبير يمتلكها الكبار فيما الصغار يفتقرون اليها. ولانهم لا يتقنون استعمال جملة كاملة ووافية تعبّر عما يشعرون به، خصوصا الاحاسيس المزعجة او ما ينتابهم من قلق، يلجأون الى التعبير بحركات جسدية للفت نظر المحيطين بهم ولاعلامهم بحالهم كونهم لا يمتلكون سوى هذا الاسلوب للتعبير. ولانهم لا يمتلكون القدرة الذهنية على اتخاذ قرار يخرجهم من امر مزعج، يستعين الاطفال باجسادهم كواسطة للتعبير باعتماد العنف، مثل الضرب او الافراط في الحركة. شعورهم بهذا العجز يسبب لهم اضطرابات سلوكية. اما عن الاسباب التي تؤدي الى اصابة بعض الاطفال بهذه الاضطرابات، فيما البعض الاخر منهم لا يصابون به، فيرى علم النفس ان البيئة العائلية تكون مؤثرة احيانا على الطفل بشكل سلبي، خصوصا اذا كان الاب والام يخوضان شجارا دائما في البيت، او هناك تعنيف من الزوج لزوجته امام الاولاد. في بعض الحالات، تكون الاضطرابات السلوكية مشكلة وراثية يحملها الطفل بالجينات المشابهة تماما لامراض السكري والقلب والسرطان والاكتئاب. رغم معاناة الطفل من هذه المشكلة، لا يلجأ الاهل الينا كأطباء نفسيين لمعالجة اولادهم من هذه الاضطرابات، بل يقصدون عياداتنا بسبب رسوبهم في المدرسة للبحث في المشكلة بغية معالجتها، خصوصا اذا كان هذا الولد من التلامذة الناجحين في مرحلة سابقة. علما ان لجوء الاهل الى استشارة طبيب نفسي في هذه الحال يكون متأثرا بنصيحة من معلمة في المدرسة او من احد الاداريين فيها، بهدف استعادة طفلهم قدرته على النجاح واحيانا كثيرة كي لا يتم طرده من المدرسة. هكذا يكتشف الاهل اصابة اولادهم باضطرابات سلوكية.
* ملازمة المنازل التي فرضت على كل اللبنانيين تقريبا بسبب انتشار وباء الكورونا، هل تزيد من حدة الاضطرابات السلوكية عند الاطفال؟
ـ اعتقد ذلك، لأن الولد لا يعيش الحياة التي اعتاد عليها كالذهاب الى المدرسة صباح كل يوم والالتقاء برفاقه للعب معهم في وقت لا يفهم فيه اسباب هذا التغيير المفاجىء الذي حصل معه، فيشعر انه امام مجهول، او شيء لا يفهمه. عادة كل ما هو مجهول، خصوصا عند الطفل، يسبب توترا وقلقا. علما ان هذا القلق يشمل الاهل ايضا بعد توقفهم عن العمل وملازمة المنزل. الامر الذي سيزيد من قلقهم على انفسهم وعلى مستقبل اولادهم ايضا. هذا يعني ان المناخ العائلي، مع هذا القلق، سيزداد تشنجا وستزداد معه المشكلات العائلية. في حال عاش الاطفال هذا التوتر، قد تزداد حدة الاضطرابات السلوكية لديهم.
* التعلم عن بعد كواقع جديد لم يعشه تلامذة لبنان من قبل، اي تغيير في حياة الاطفال سيحمل معه وما تأثير ذلك عليهم؟
ـ الدراسات حول هذا الموضوع ستبدأ بعد الانتهاء من هذه المرحلة. فملازمة الناس بيوتها في كل دول العالم تقريبا مع اطفال يتعلمون عن بعد بواسطة الانترنت هو حدث لم يشهده العالم من قبل. لذا، ستكشف الدراسات في ما بعد عن انعكاسات هذا الوضع على الجميع، كبارا وصغارا. ما اراه في هذا المجال هو خسارة الطفل الطاقة التي كان يختزنها من اللعب مع رفاقه والركض اذا كان في ملعب المدرسة او في مكان آخر واللهو والتسلية مع الاصدقاء. بعد ملازمته البيت والتعلم من بعد، سيتراجع الذكاء الاجتماعي لدى الطفل الذي يكتسبه عادة من خلال الاحتكاك مع الغير اجتماعيا، تحديدا رفاق المدرسة.
* ما المطلوب من الاهل فعله في هذه المرحلة وما بعدها؟
ـ ان يعبئوا الفراغ الذي احدثه غياب رفاق اولادهم الذين كانوا يشاركونهم اللعب والتسلية. لذا، المطلوب من الاهل ان يكونوا هؤلاء الرفاق في هذه المرحلة، وان يلعبوا مع اولادهم في البيت لخلق جو من المرح لهم. هكذا يتبدل المناخ العائلي في هذا الظرف الضاغط على الجميع. بكلام اوضح، على الاهل الدخول الى عالم اولادهم الطفولي ليعيشونه معا.
* اي مؤشرات تساعد الاهل على اكتشاف اصابة ولدهم باضطراب سلوكي؟
ـ قام العلماء بابحاث حول علاقة الطفل بأمه لمعرفة حقيقة مشاعره تجاهها، والسبل التي يلجأ اليها للتعبير عن ذلك. الخطة التي اعتمدت في هذه الابحاث، تمثلت في وضع كل طفل في غرفة منفردة على ان تدخل امه اليه لتلعب معه مدة خمس دقائق، لتعود وتخرج وتنتظر خمس دقائق اخرى لكي تعود اليه مجددا. ما لاحظه العلماء في هذا الاختبار الذي تم تصويره هو وجود ثلاثة انواع من ردود الفعل لدى الاطفال: استقبال الطفل لامه بابتسامة، يدور من حولها ويبقى قريبا منها، كشفت عن عدم سعادة الطفل لدى عودة امه اليه. حملت رسالة مزدوجة، هي عدم اقتراب الطفل من امه والبقاء بعيدا منها، يدبدب في زوايا الغرفة كي يبعث رسالة اليها يقول فيها، انا سعيد ولا اريد الاقتراب منك.
مهرج الصف هو طفل يعاني من اضطراب سلوكي.
* بدءا بأي عمر يصاب الطفل باضطرابات سلوكية؟
ـ من عمر السنتين، واحيانا ما قبل بلوغ الطفل عامه الثاني في حال كانت امه تعاني من اكتئاب حاد سيتأثر بوضعها ببلوغه شهره السادس او الثامن. ولأنه لا يتقن التعبير بالكلام عما يزعجه سيصاب باضطرابات سلوكية، بمعنى سيعبّر عن انزعاجه وقلقه بتصرفاته. من الضروري القول ان الاهل السعداء في حياتهم الخاصة لن يصاب طفلهم باضطرابات سلوكية، بل سيكون شخصا سعيدا في حياته مثلهم تماما. هذا لا يعني تحميل الاهل مسؤولية حصول هذه المشكلة ام لا، لكن البيئة العائلية تساعد الطفل كثيرا على تخطي ما يعترضه من صعوبات صحية، جسدية ونفسية.
* ما هو العلاج المعتمد في هذه المشكلة وهل هناك فترة زمنية محددة له؟
ـ للاطفال المصابين بالحركة الزائدة ـ A.D.H.D ـ لا علاج لهم سوى بالادوية لانها مشكلة صحية مركزها الدماغ. وقد اثبت هذا النوع من العلاج فعاليته في مدة قصيرة جدا. فبعد نصف ساعة من تناول الطفل الدواء المخصص لهذه الحالة يكون قد سلك طريق العلاج وبدأ بالتعافي. اما عن الحالات الاخرى، فالعلاج فيها يكون مختلفا بين طفل وآخر وفقا لوضعه الخاص، وتحديدا بيئته العائلية، اي بالعودة الى الاسباب التي ادت الى اصابته باضطرابات سلوكية. هناك اطفال يتعافون بسرعة في مدة لا تتجاوز الاشهر الثلاثة، ومنهم من يشعر بالتعافي في الشهر الاول. لكن اذا كان الاضطرابات السلوكية عند الطفل عميقة، سيدوم علاجه سنوات. لذا، نركز في علاجنا على ضرورة التدخل المبكر في هذه الحالات لتأمين المساعدة اللازمة للاطفال من اجل الحد من تفاقم هذه المشكلة في المستقبل. رغم التطور العلمي، خصوصا في الانجازات الطبية التي تحققت، لم يتمكن الطب حتى الان من ايجاد علاج للاضطرابات السلوكية التي تكون اسبابها وراثية.
عناوين الأمن العام
المقسم |
العدلية شارع سامي الصلح |
01/386610 - 01/425610 |
الدائرة الأمنية |
المتحف 01/612401/2/5 |
دائرة مطار رفيق الحريري الدولي: |
01/629150/1/2 - 01/628570 |
دائرة مرفأ بيروت: |
01/580746-01/581400 |
مركز أمن عام مرفأ جونية: |
09/932852 |
مركز أمن عام مرفأ طرابلس: |
06/600789 |
مركز أمن عام العريضة: |
06/820101 |
مركز أمن عام العبودية: |
06/815151 |
مركز أمن عام البقيعة: |
06/860023 |
مركز أمن عام الرائد الشهيد روجيه جريج - القاع: |
08/225101 |
مركز أمن عام المصنع: |
08/620018 |
مركز أمن عام مرفأ صور: |
07/742896 |
مركز أمن عام مرفأ صيدا: |
07/727455 |
مركز أمن عام الناقورة: |
07/460007 |
مركز أمن عام مرفأ الجية: |
09/995516 |
دائرة أمن عام بيروت |
01/429061 - 01/429060 |
|
||||||||||||||||||||||||||||
دائرة أمن عام البقاع |
08/803666 |
مركز زحلة |
08/823935 |
مركز جب جنين |
08/660095 |
مركز راشيا |
08/590620 |
مركز رياق |
08/900201 |
مركز النقيب عصام هاشم - مشغرة |
08/651271 |
مركز بوارج |
08/540608 |
دائرة أمن عام بعلبك الهرمل |
08/374248 |
مركز بعلبك |
08/370577 |
مركز شمسطار |
08/330106 |
مركز الهرمل |
08/200139 |
مركز دير الأحمر |
08/321136 |
مركز اللبوة |
08/230094 |
مركز النبي شيت |
08/345104 |
دائرة أمن عام لبنان الجنوبي |
07/724890 |
مركز صيدا |
07/735534 |
مركز صور |
07/741737 |
مركز جزين |
07/780501 |
مركز جويا |
07/411891 |
مركز قانا |
07/430096 |
مركز الزهراني |
07/260957 |
دائرة أمن عام النبطية |
07/760727 |
مركز النبطية |
07/761886 |
مركز بنت جبيل |
07/450010 |
مركز مرجعيون |
07/830301 |
مركز حاصبيا |
07/550102 |
مركز جباع |
07/211418 |
مركز تبنين |
07/326318 |
مركز شبعا |
07/565349 |
مركز الطيبة |
07/850614 |
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||