مجلة الأمن العام
11/06/2019
مجلة الأمن العام عدد 69 حزيران 2019
تحقيق مع الفنانة ختام اللحام
تحقيق مع الفنانة ختام اللحام
فنون
دنيز مشنتف
ختام اللحّام: لا أمان في الفنّ
معه نعيش في خوف دائمٍ
منذ البدايات شعرت الممثلة ختام اللحام بأنها محترفة. هكذا اعتبرت نفسها، على الرغم من الرعب الذي انتابها لحظة وقوفها امام الكاميرا للمرة الاولى. لكنها تخطت هذا الشعور المخيف، وقررت ان تخوض مهنة التمثيل مهما كلف الامر
لم يخطر في بال ختام اللحام ان تكون ممثلة في يوم من الايام، وان تقف امام الكاميرا. بل كانت دائما وراء الكواليس، تمارس مهنتها كخبيرة تجميل في تلفزيون لبنان في ثمانينات القرن الماضي. هذا الفن الذي تخصصت فيه، اكسبها معرفة قراءة الوجوه، واهمية التركيز على تعابير الوجه لابرازها في المشهد التمثيلي.
بعد تجربة عاشتها على مدى 33 عاما، تعتبر اللحام ان لا امان في الفن. معه يعيش الممثل في خوف دائم من الغد. في حال توقف عن العمل لن يأكل. لا تؤمن بادوار البطولة لأن عمرها قصير. على الرغم من اعتبارها نجمة الادوار الثانوية في كل عمل جديد يقدم، لم تقم بدور ثانوي في حياتها، كما تقول، لأن الاحترافية، في نظرها، هي في التمكن من تجسيد كل الشخصيات من دون العودة الى احد، على الرغم من اقتناعها بأن هناك مرآة تراقبها.
في حوار مع "الامن العام"، تسترجع الممثلة ختام اللحام مسيرتها الفنية منذ البدايات حتى اليوم.
* قبل احترافك التمثيل، كانت البدايات وراء الكواليس في تلفزيون لبنان كخبيرة تجميل. هذا الفن الذي يعتمد على قراءة الوجوه وما يجب ابرازه فيها او اخفاؤه. الى اي مدى ساعدك هذا الفن على التركيز على تعابير الوجه في التمثيل كميزة تتمتعين بها؟
.
ـ في اثناء عملي في فن الماكياج في تلفزيون لبنان في اوائل ثمانينات القرن الماضي، كنت ادرس كل شخصية من خلال قراءة النص بكامله كي اتعرف الى كل شخصية لاعرف موقعها في العمل. ساعدني هذا الامر على الدخول في الشخصيات، وعلى تصورها ورؤيتها مسبقا، اكانت كوميدية او تراجيدية، حيث يختلف التعامل معها من ناحية الاعداد لها. اتقان فن التجميل له تأثيره الكبير على افساح المجال لتعابير الوجه واعطائها مساحة كبيرة في المشهد التمثيلي.
* دخولك عالم التمثيل اتى مصادفة لانقاذ حلقة تلفزيونية كممثلة بديلة. هلا حدثتنا عن تفاصيل ما جرى معك عام 1986؟
ـ لم يخطر في بالي يوما ان اكون ممثلة، وساقف امام الكاميرا لا وراء الكواليس. في اثناء عملي كخبيرة تجميل في تلفزيون لبنان، في ثمانينات القرن الماضي، واجه المخرج سمير درويش مشكلة في مرحلة تصويره مسلسل "وقالت العرب" بعد اعتذار البطلة عن اداء دورها في احدى حلقات المسلسل. طلب مني المخرج درويش الحلول مكانها، لأنني، بحسب رأيه، املك الموهبة التي لم اكن اعلم بوجودها في داخلي لاداء هذا الدور، اضافة الى المواصفات التي يتطلبها، كالتمتع بقامة طويلة وملامح شرقية. طبعا، رفضت ذلك، لكن زوجي وشقيقي شجعاني على القبول بما عرض عليّ انقاذا للعمل ككل، وكي لا يقع المنتج في خسارة مالية كبيرة في حال تم الغاء تصوير الحلقة التلفزيونية يومذاك، لأن معدات التصوير كانت تستأجر بكلفة باهظة، لا كاليوم حيث يملكها المنتج. وافقت على ان اكون الممثلة البديلة انقاذا لحلقة تلفزيونية واحدة. لكن السبحة كرت بعد هذا الدور الذي كان مدخلا الى باب واسع، حيث انهالت عليّ العروض من مخرجين عدة. في الواقع، ما قبل هذا المفصل المهم في حياتي، لم اكن اعلم بوجود هذه الطاقة في ذاتي، لأن الانسان لا يكتشف مواهبه الا في حال صادفته فرصة لاخراج ما في داخله في المكان الصحيح.
* كيف اجتزت الامتحان الصعب بوقوفك امام الكاميرا للمرة الاولى؟
ـ في لحظة وقوفي امام الكاميرا تملكني الرعب، لكنني كنت متمكنة من حفظ دوري. هذا ما اتكلت عليه، فتجاوزت هذا الشعور. في اطلالتي الاولى وقفت امام ابطال تلك الحلقة التلفزيونية: ليلى كرم وماجد افيوني ونقيب الممثلين الحالي نعمة بدوي. مع هؤلاء المخضرمين كانت البداية، فتربيت على ايديهم وتعلمت منهم الكثير.
* ماذا تعلمت تحديدا؟
ـ الالتزام والجدية في العمل. من يمشِ في هذا الخط يصل الى النتيجة الصحيحة. لذا، انصح الجيل الجديد من الممثلين بالجدية في العمل، والالتزام مهما كان الدور صغيرا ام كبيرا، لان الممثل لا يقاس بحجم الادوار التي يلعبها، بل بكيفية تأدية الشخصية التي يقدمها.
* خطوتك الاحترافية كانت مع المخرج نجدت انزور في مسلسل "تل الرماد" عام 1996. ما الذي اكتسبته من هذا المخرج بالذات، بالوقوف امام كاميراته؟
ـ من البدايات شعرت بأنني محترفة، هكذا اعتبرت نفسي. لم اكن اسأل نفسي عند تقديم دور لي ان كنت قادرة فعلا على تأديته ام لا، مهما اختلف مضمونه. كل ما كنت افعله هو قراءة النص، فادخل في الشخصية واعيشها. هذه هي الاحترافية، اي ان نستطيع تسجيد الشخصيات بمفردنا، لا ان ننتظر من يعلمنا او يدلنا الى الطريق. هذه هي حقيقتي التي لم اكن اعرفها ما قبل بداياتي في التمثيل. في كل ادواري انتظر ردود فعل الناس. فالممثل مهما كان بارعا هناك مرآة تراقبه لتحدد موقعه ومدى نجاحه، بدءا بالمخرج وصولا الى الناس.
* عرفك الجمهور اللبناني من خلال اطلالتك مع الفنان الراحل جوزف صقر في كليب "ليه عم تعمل هيك" لزياد الرحباني. هل تعتبرين نجاحك في هذا العمل هو ما لفت نظر الكتّاب والمخرجين اليك؟
ـ بعد 13 عاما من بداياتي في التمثيل كانت هذه الاطلالة تحديدا، في اثناء عملي في مسرحية "ومشيت بطريقي" للفنان ملحم بركات. بعد انتهاء عرض المسرحية جمعتنا سهرة بزياد الرحباني الذي تربطني به صداقة قديمة. بدأنا بالمزاح، فاعطاني زياد حينها نص اغنية "ليه عم تعمل هيك" لاشارك جوزف صقر في غنائها. وافقت طبعا، وسجلتها في مدة ساعة ونصف ساعة، الامر الذي فاجأ زياد. المهم هنا، ليس الغناء الذي اديته، بل الشخصية التي لعبتها بشكل ارتجالي، لا بطلب من الفنان زياد الرحباني.
* تؤدين الادوار التمثيلية باحساسك. هذه القدرة تكتسب عادة بتراكم الخبرات، لكنك تميزت بها منذ البدايات، من اين استمديت هذه القدرة؟
ـ اعتقد انها حالة استثنائية. لا اعرف كيف. كل ما اعرفه هو وجودي في هذا المكان مصادفة، فمشيت فيه كما انا. عملي مع الفنان زياد الرحباني في كليب "ليه عم تعمل هيك" كان للغناء فقط، لكنني في اثناء تسجيل الاغنية شعرت بالشخصية فقدمتها، فاعجب زياد بها. مثال آخر هو شخصية "درة" التي قدمتها في برنامج ستار اكاديمي، في البداية كانت مجرد فكرة لدى الممثلة والكاتبة كلوديا مرشليان التي سألتني عما املكه في هذا المجال لخلق الرعب في نفوس تلامذة الاكاديمية، فرأيت ملامح هذه الشخصية في الحال. كنت حينها اقرأ النص الذي كان يكتبه شربل طايع مرة واحدة لادخل بعدها في شخصية "درة" التي ارهبت، بالفعل، تلامذة ستار اكاديمي.
* تجربتك تقول ان الممثل الحقيقي لا يحتاج الى التخصص في هذا الفن كي يكون ممثلا بارعا في اداء الادوار الصعبة والمركبة. ماذا تقولين في هذا المجال؟
ـ العلم مهم لاكتساب المعلومات وليس لاكتساب الموهبة او الاحساس. لا احد يستطيع تدريسهما. عند تحضيري لدور تمثيلي ما لا اعرف مسبقا كيف سيكون. لست انا من يقرر في ذلك الوقت، لان تفكيري كله يكون منصبا على حفظ الدور وعلى استعدادي الداخلي. لحظة وقوفي امام الكاميرا لبدء العمل لا اعلم في اعماقي اي طريقة في التعبير ستخرج مني، فاؤدي الشخصية ارتجاليا وكما اشعر بها.
* تعرّف اليك الجمهور العربي في اعمال لبنانية غابت عن اللبنانيين. ما السبب؟
ـ في تلك البدايات كان في لبنان محطتا تلفزيون فقط، تلفزيون لبنان و"ال. بي. سي". الناس لم تكن تتابع البرامج اللبنانية بانتظام بسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل متواصل تقريبا، فاشتهرت في دبي اكثر من لبنان. اقولها باسف، وذلك من خلال اعمالي مع الممثل رشيد علامة الذي اعتبره استاذا في اللغة العربية وفي البرامج الدينية والتاريخية، في حين كان منتجا ايضا. قدم اعمالا مهمة عرضت على الشاشات العربية لم يتسن للبنانيين مشاهدتها انذاك.
* تجربتك المسرحية متنوعة، لكنك تتوقفين عند محطة مهمة فيها هي العمل مع الممثل صلاح تيزاني ("ابو سليم") وفرقته. بماذا امتاز العمل معه؟
ـ الشخصيات التي قدمتها فرقة "ابوسليم" لا تتكرر، لانها نماذج موجودة في مجتمعنا وهي مستوحاة من واقعنا، من شخصية فهمان الى شخصية شكري وابوسليم. هذه الفرقة الفنية لو كانت موجودة في بلد آخر غير لبنان، لكانت اكتسبت شهرة لا حدود لها مكنتها من الاستمرار.
* البطولة لا تعني لك شيئا فعمرها قصير، لكنك نجمة الادوار الثانوية في كل عمل جديد يقدم. لماذا اخترت هذا الموقع، هل من اجل الاستمرار؟
ـ لم اقم منذ البدايات بدور ثانوي او صغير كما يطلق عليهما. عندما اتمكن من الشخصية وامتلكها اكون نجمة في دوري، لانني اكون قد تركت اثرا في الناس وفي المجموعة التي من حولي.
* ما الذي انقذ الدراما اللبنانية في السنوات الاخيرة، هل الاعمال المشتركة شكلت تحديا للممثلين اللبنانيين لتقديم افضل ما لديهم؟
ـ لدينا كوادر فنية مهمة، من ممثلين ومخرجين ومنتجين. ما كان ينقصنا هو الدعم المادي الذي توافر في السنوات الاخيرة. ليس صحيحا ان الاعمال المشتركة وراء هذه النهضة. ثمة مسلسلات عدة حققت نجاحات كبيرة بفضل ابطالها اللبنانيين، من ممثلين ومخرجين ومنتجين.
* كرّمتِ اخيرا بنيلك جائزة "موريكس دور" على مجمل مسيرتك. هل تكريم الفنان يشكل دافعا الى الاستمرار ام الى الشعور بالاكتفاء؟
ـ هو دعم معنوي لكي يزيد الممثل من قدراته، ومن العمل على ذاته للوصول الى الافضل. الفنان الحقيقي لا يشعر بالاكتفاء. عندما يقول وصلت، تكون نهايته.
* تقولين ان الفن غدار، على ضوء ذلك اي واقع يعيشه الممثل اللبناني حاليا؟
ـ هذا صحيح، لا امان معه. الفنان يعيش في خوف دائم من الغد، ولا ضمان لشيخوخته. في حال وقوعه في مشكلة صحية سيتوقف عن العمل، وعندما لا يعمل لن يأكل. ارجو، وانا على قيد الحياة، ان يقر القانون المهني لضمان شيخوخة الفنانين اللبنانيين، فمن حقهم ان يموتوا بكرامة.
* ما هي اعمالك الجديدة؟
ـ آخر هذه الاعمال قدمتها ضمن برامج رمضان الماضي، مسلسل "الهيبة ـ الحصاد" الجزء الثالث و"آخر الليل". اما الجديد الذي احضّر له حاليا، فهو العمل في مسلسل لنادين مهنا، لكنني ما زلت في مرحلة قراءة النص.
.
- لم يخطر في بالي يوما ان اكون ممثلة
- لم اقم يوما بدور ثانوي لانني اعتبر نفسي نجمة في كل ادواري
- العلم مهم لكن الموهبة والاحساس لا يدرّسان
- من البدايات شعرت بانني محترفة وهكذا اعتبرت نفسي دائما
- اؤدي الشخصيات ارتجاليا وكما اشعر بها
- تملكني الرعب لحظة وقوفي امام الكاميرا للمرة الاولى
- ارجو اقرار قانون مهني للفنانين فمن حقهم ان يموتوا بكرامة
- الفنان الحقيقي لا يشعر بالاكتفاء وعندما يقول وصلت تكون نهايته
- ليس صحيحا ان الاعمال المشتركة وراء نهضة الدراما اللبنانية
دنيز مشنتف
ختام اللحّام: لا أمان في الفنّ
معه نعيش في خوف دائمٍ
منذ البدايات شعرت الممثلة ختام اللحام بأنها محترفة. هكذا اعتبرت نفسها، على الرغم من الرعب الذي انتابها لحظة وقوفها امام الكاميرا للمرة الاولى. لكنها تخطت هذا الشعور المخيف، وقررت ان تخوض مهنة التمثيل مهما كلف الامر
لم يخطر في بال ختام اللحام ان تكون ممثلة في يوم من الايام، وان تقف امام الكاميرا. بل كانت دائما وراء الكواليس، تمارس مهنتها كخبيرة تجميل في تلفزيون لبنان في ثمانينات القرن الماضي. هذا الفن الذي تخصصت فيه، اكسبها معرفة قراءة الوجوه، واهمية التركيز على تعابير الوجه لابرازها في المشهد التمثيلي.
بعد تجربة عاشتها على مدى 33 عاما، تعتبر اللحام ان لا امان في الفن. معه يعيش الممثل في خوف دائم من الغد. في حال توقف عن العمل لن يأكل. لا تؤمن بادوار البطولة لأن عمرها قصير. على الرغم من اعتبارها نجمة الادوار الثانوية في كل عمل جديد يقدم، لم تقم بدور ثانوي في حياتها، كما تقول، لأن الاحترافية، في نظرها، هي في التمكن من تجسيد كل الشخصيات من دون العودة الى احد، على الرغم من اقتناعها بأن هناك مرآة تراقبها.
في حوار مع "الامن العام"، تسترجع الممثلة ختام اللحام مسيرتها الفنية منذ البدايات حتى اليوم.
* قبل احترافك التمثيل، كانت البدايات وراء الكواليس في تلفزيون لبنان كخبيرة تجميل. هذا الفن الذي يعتمد على قراءة الوجوه وما يجب ابرازه فيها او اخفاؤه. الى اي مدى ساعدك هذا الفن على التركيز على تعابير الوجه في التمثيل كميزة تتمتعين بها؟
.
ـ في اثناء عملي في فن الماكياج في تلفزيون لبنان في اوائل ثمانينات القرن الماضي، كنت ادرس كل شخصية من خلال قراءة النص بكامله كي اتعرف الى كل شخصية لاعرف موقعها في العمل. ساعدني هذا الامر على الدخول في الشخصيات، وعلى تصورها ورؤيتها مسبقا، اكانت كوميدية او تراجيدية، حيث يختلف التعامل معها من ناحية الاعداد لها. اتقان فن التجميل له تأثيره الكبير على افساح المجال لتعابير الوجه واعطائها مساحة كبيرة في المشهد التمثيلي.
* دخولك عالم التمثيل اتى مصادفة لانقاذ حلقة تلفزيونية كممثلة بديلة. هلا حدثتنا عن تفاصيل ما جرى معك عام 1986؟
ـ لم يخطر في بالي يوما ان اكون ممثلة، وساقف امام الكاميرا لا وراء الكواليس. في اثناء عملي كخبيرة تجميل في تلفزيون لبنان، في ثمانينات القرن الماضي، واجه المخرج سمير درويش مشكلة في مرحلة تصويره مسلسل "وقالت العرب" بعد اعتذار البطلة عن اداء دورها في احدى حلقات المسلسل. طلب مني المخرج درويش الحلول مكانها، لأنني، بحسب رأيه، املك الموهبة التي لم اكن اعلم بوجودها في داخلي لاداء هذا الدور، اضافة الى المواصفات التي يتطلبها، كالتمتع بقامة طويلة وملامح شرقية. طبعا، رفضت ذلك، لكن زوجي وشقيقي شجعاني على القبول بما عرض عليّ انقاذا للعمل ككل، وكي لا يقع المنتج في خسارة مالية كبيرة في حال تم الغاء تصوير الحلقة التلفزيونية يومذاك، لأن معدات التصوير كانت تستأجر بكلفة باهظة، لا كاليوم حيث يملكها المنتج. وافقت على ان اكون الممثلة البديلة انقاذا لحلقة تلفزيونية واحدة. لكن السبحة كرت بعد هذا الدور الذي كان مدخلا الى باب واسع، حيث انهالت عليّ العروض من مخرجين عدة. في الواقع، ما قبل هذا المفصل المهم في حياتي، لم اكن اعلم بوجود هذه الطاقة في ذاتي، لأن الانسان لا يكتشف مواهبه الا في حال صادفته فرصة لاخراج ما في داخله في المكان الصحيح.
* كيف اجتزت الامتحان الصعب بوقوفك امام الكاميرا للمرة الاولى؟
ـ في لحظة وقوفي امام الكاميرا تملكني الرعب، لكنني كنت متمكنة من حفظ دوري. هذا ما اتكلت عليه، فتجاوزت هذا الشعور. في اطلالتي الاولى وقفت امام ابطال تلك الحلقة التلفزيونية: ليلى كرم وماجد افيوني ونقيب الممثلين الحالي نعمة بدوي. مع هؤلاء المخضرمين كانت البداية، فتربيت على ايديهم وتعلمت منهم الكثير.
* ماذا تعلمت تحديدا؟
ـ الالتزام والجدية في العمل. من يمشِ في هذا الخط يصل الى النتيجة الصحيحة. لذا، انصح الجيل الجديد من الممثلين بالجدية في العمل، والالتزام مهما كان الدور صغيرا ام كبيرا، لان الممثل لا يقاس بحجم الادوار التي يلعبها، بل بكيفية تأدية الشخصية التي يقدمها.
* خطوتك الاحترافية كانت مع المخرج نجدت انزور في مسلسل "تل الرماد" عام 1996. ما الذي اكتسبته من هذا المخرج بالذات، بالوقوف امام كاميراته؟
ـ من البدايات شعرت بأنني محترفة، هكذا اعتبرت نفسي. لم اكن اسأل نفسي عند تقديم دور لي ان كنت قادرة فعلا على تأديته ام لا، مهما اختلف مضمونه. كل ما كنت افعله هو قراءة النص، فادخل في الشخصية واعيشها. هذه هي الاحترافية، اي ان نستطيع تسجيد الشخصيات بمفردنا، لا ان ننتظر من يعلمنا او يدلنا الى الطريق. هذه هي حقيقتي التي لم اكن اعرفها ما قبل بداياتي في التمثيل. في كل ادواري انتظر ردود فعل الناس. فالممثل مهما كان بارعا هناك مرآة تراقبه لتحدد موقعه ومدى نجاحه، بدءا بالمخرج وصولا الى الناس.
* عرفك الجمهور اللبناني من خلال اطلالتك مع الفنان الراحل جوزف صقر في كليب "ليه عم تعمل هيك" لزياد الرحباني. هل تعتبرين نجاحك في هذا العمل هو ما لفت نظر الكتّاب والمخرجين اليك؟
ـ بعد 13 عاما من بداياتي في التمثيل كانت هذه الاطلالة تحديدا، في اثناء عملي في مسرحية "ومشيت بطريقي" للفنان ملحم بركات. بعد انتهاء عرض المسرحية جمعتنا سهرة بزياد الرحباني الذي تربطني به صداقة قديمة. بدأنا بالمزاح، فاعطاني زياد حينها نص اغنية "ليه عم تعمل هيك" لاشارك جوزف صقر في غنائها. وافقت طبعا، وسجلتها في مدة ساعة ونصف ساعة، الامر الذي فاجأ زياد. المهم هنا، ليس الغناء الذي اديته، بل الشخصية التي لعبتها بشكل ارتجالي، لا بطلب من الفنان زياد الرحباني.
* تؤدين الادوار التمثيلية باحساسك. هذه القدرة تكتسب عادة بتراكم الخبرات، لكنك تميزت بها منذ البدايات، من اين استمديت هذه القدرة؟
ـ اعتقد انها حالة استثنائية. لا اعرف كيف. كل ما اعرفه هو وجودي في هذا المكان مصادفة، فمشيت فيه كما انا. عملي مع الفنان زياد الرحباني في كليب "ليه عم تعمل هيك" كان للغناء فقط، لكنني في اثناء تسجيل الاغنية شعرت بالشخصية فقدمتها، فاعجب زياد بها. مثال آخر هو شخصية "درة" التي قدمتها في برنامج ستار اكاديمي، في البداية كانت مجرد فكرة لدى الممثلة والكاتبة كلوديا مرشليان التي سألتني عما املكه في هذا المجال لخلق الرعب في نفوس تلامذة الاكاديمية، فرأيت ملامح هذه الشخصية في الحال. كنت حينها اقرأ النص الذي كان يكتبه شربل طايع مرة واحدة لادخل بعدها في شخصية "درة" التي ارهبت، بالفعل، تلامذة ستار اكاديمي.
* تجربتك تقول ان الممثل الحقيقي لا يحتاج الى التخصص في هذا الفن كي يكون ممثلا بارعا في اداء الادوار الصعبة والمركبة. ماذا تقولين في هذا المجال؟
ـ العلم مهم لاكتساب المعلومات وليس لاكتساب الموهبة او الاحساس. لا احد يستطيع تدريسهما. عند تحضيري لدور تمثيلي ما لا اعرف مسبقا كيف سيكون. لست انا من يقرر في ذلك الوقت، لان تفكيري كله يكون منصبا على حفظ الدور وعلى استعدادي الداخلي. لحظة وقوفي امام الكاميرا لبدء العمل لا اعلم في اعماقي اي طريقة في التعبير ستخرج مني، فاؤدي الشخصية ارتجاليا وكما اشعر بها.
* تعرّف اليك الجمهور العربي في اعمال لبنانية غابت عن اللبنانيين. ما السبب؟
ـ في تلك البدايات كان في لبنان محطتا تلفزيون فقط، تلفزيون لبنان و"ال. بي. سي". الناس لم تكن تتابع البرامج اللبنانية بانتظام بسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل متواصل تقريبا، فاشتهرت في دبي اكثر من لبنان. اقولها باسف، وذلك من خلال اعمالي مع الممثل رشيد علامة الذي اعتبره استاذا في اللغة العربية وفي البرامج الدينية والتاريخية، في حين كان منتجا ايضا. قدم اعمالا مهمة عرضت على الشاشات العربية لم يتسن للبنانيين مشاهدتها انذاك.
* تجربتك المسرحية متنوعة، لكنك تتوقفين عند محطة مهمة فيها هي العمل مع الممثل صلاح تيزاني ("ابو سليم") وفرقته. بماذا امتاز العمل معه؟
ـ الشخصيات التي قدمتها فرقة "ابوسليم" لا تتكرر، لانها نماذج موجودة في مجتمعنا وهي مستوحاة من واقعنا، من شخصية فهمان الى شخصية شكري وابوسليم. هذه الفرقة الفنية لو كانت موجودة في بلد آخر غير لبنان، لكانت اكتسبت شهرة لا حدود لها مكنتها من الاستمرار.
* البطولة لا تعني لك شيئا فعمرها قصير، لكنك نجمة الادوار الثانوية في كل عمل جديد يقدم. لماذا اخترت هذا الموقع، هل من اجل الاستمرار؟
ـ لم اقم منذ البدايات بدور ثانوي او صغير كما يطلق عليهما. عندما اتمكن من الشخصية وامتلكها اكون نجمة في دوري، لانني اكون قد تركت اثرا في الناس وفي المجموعة التي من حولي.
* ما الذي انقذ الدراما اللبنانية في السنوات الاخيرة، هل الاعمال المشتركة شكلت تحديا للممثلين اللبنانيين لتقديم افضل ما لديهم؟
ـ لدينا كوادر فنية مهمة، من ممثلين ومخرجين ومنتجين. ما كان ينقصنا هو الدعم المادي الذي توافر في السنوات الاخيرة. ليس صحيحا ان الاعمال المشتركة وراء هذه النهضة. ثمة مسلسلات عدة حققت نجاحات كبيرة بفضل ابطالها اللبنانيين، من ممثلين ومخرجين ومنتجين.
* كرّمتِ اخيرا بنيلك جائزة "موريكس دور" على مجمل مسيرتك. هل تكريم الفنان يشكل دافعا الى الاستمرار ام الى الشعور بالاكتفاء؟
ـ هو دعم معنوي لكي يزيد الممثل من قدراته، ومن العمل على ذاته للوصول الى الافضل. الفنان الحقيقي لا يشعر بالاكتفاء. عندما يقول وصلت، تكون نهايته.
* تقولين ان الفن غدار، على ضوء ذلك اي واقع يعيشه الممثل اللبناني حاليا؟
ـ هذا صحيح، لا امان معه. الفنان يعيش في خوف دائم من الغد، ولا ضمان لشيخوخته. في حال وقوعه في مشكلة صحية سيتوقف عن العمل، وعندما لا يعمل لن يأكل. ارجو، وانا على قيد الحياة، ان يقر القانون المهني لضمان شيخوخة الفنانين اللبنانيين، فمن حقهم ان يموتوا بكرامة.
* ما هي اعمالك الجديدة؟
ـ آخر هذه الاعمال قدمتها ضمن برامج رمضان الماضي، مسلسل "الهيبة ـ الحصاد" الجزء الثالث و"آخر الليل". اما الجديد الذي احضّر له حاليا، فهو العمل في مسلسل لنادين مهنا، لكنني ما زلت في مرحلة قراءة النص.
.
- لم يخطر في بالي يوما ان اكون ممثلة
- لم اقم يوما بدور ثانوي لانني اعتبر نفسي نجمة في كل ادواري
- العلم مهم لكن الموهبة والاحساس لا يدرّسان
- من البدايات شعرت بانني محترفة وهكذا اعتبرت نفسي دائما
- اؤدي الشخصيات ارتجاليا وكما اشعر بها
- تملكني الرعب لحظة وقوفي امام الكاميرا للمرة الاولى
- ارجو اقرار قانون مهني للفنانين فمن حقهم ان يموتوا بكرامة
- الفنان الحقيقي لا يشعر بالاكتفاء وعندما يقول وصلت تكون نهايته
- ليس صحيحا ان الاعمال المشتركة وراء نهضة الدراما اللبنانية
عناوين الأمن العام
الإدارة المركزية
المقسم |
العدلية شارع سامي الصلح |
01/386610 - 01/425610 |
الدائرة الأمنية |
المتحف 01/612401/2/5 |
الدوائر والمراكز الحدودية
دائرة مطار رفيق الحريري الدولي: |
01/629150/1/2 - 01/628570 |
دائرة مرفأ بيروت: |
01/580746-01/581400 |
مركز أمن عام مرفأ جونية: |
09/932852 |
مركز أمن عام مرفأ طرابلس: |
06/600789 |
مركز أمن عام العريضة: |
06/820101 |
مركز أمن عام العبودية: |
06/815151 |
مركز أمن عام البقيعة: |
06/860023 |
مركز أمن عام الرائد الشهيد روجيه جريج - القاع: |
08/225101 |
مركز أمن عام المصنع: |
08/620018 |
مركز أمن عام مرفأ صور: |
07/742896 |
مركز أمن عام مرفأ صيدا: |
07/727455 |
مركز أمن عام الناقورة: |
07/460007 |
مركز أمن عام مرفأ الجية: |
09/995516 |
دائرة أمن عام بيروت
دائرة أمن عام بيروت |
01/429061 - 01/429060 |
دائرة أمن عام لبنان الشمالي وعكار
|
||||||||||||||||||||||||||||
دائرة أمن عام البقاع وبعلبك الهرمل
دائرة أمن عام البقاع |
08/803666 |
مركز زحلة |
08/823935 |
مركز جب جنين |
08/660095 |
مركز راشيا |
08/590620 |
مركز رياق |
08/900201 |
مركز النقيب عصام هاشم - مشغرة |
08/651271 |
مركز بوارج |
08/540608 |
دائرة أمن عام بعلبك الهرمل |
08/374248 |
مركز بعلبك |
08/370577 |
مركز شمسطار |
08/330106 |
مركز الهرمل |
08/200139 |
مركز دير الأحمر |
08/321136 |
مركز اللبوة |
08/230094 |
مركز النبي شيت |
08/345104 |
دائرة أمن عام لبنان الجنوبي والنبطية
دائرة أمن عام لبنان الجنوبي |
07/724890 |
مركز صيدا |
07/735534 |
مركز صور |
07/741737 |
مركز جزين |
07/780501 |
مركز جويا |
07/411891 |
مركز قانا |
07/430096 |
مركز الزهراني |
07/260957 |
دائرة أمن عام النبطية |
07/760727 |
مركز النبطية |
07/761886 |
مركز بنت جبيل |
07/450010 |
مركز مرجعيون |
07/830301 |
مركز حاصبيا |
07/550102 |
مركز جباع |
07/211418 |
مركز تبنين |
07/326318 |
مركز شبعا |
07/565349 |
مركز الطيبة |
07/850614 |
دائرة أمن عام جبل لبنان الأولى والثانية
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||