ايها العسكريون،
تحل ذكرى عيد الاستقلال السابع والسبعون هذه السنة متزامنة مع مئوية لبنان الذي يواجه أزمات متقدمة، ما خلّف قلقا وخوفا عند اللبنانيين على انفسهم وعلى مستقبلهم ووطنهم. لكن وعلى الرغم من كل ذلك، تبقى العيون شاخصة على المؤسسات الامنية، رمز الاستقلال، لضمان السلم والإستقرار بانتظار العبور من الوضع الراهن والاستثنائي بكل معنى الكلمة الى رحاب دولة حديثة ومتطورة. لذا، المطلوب منكم ان تعملوا بوحي قسمكم، وتُجسِدوا في كل عمل تقومون به شعار مؤسستكم الذي يرتكز على عاملين اثنين هما: التضحية والخدمة. التضحية بالذات في سبيل الوطن، وتقديم الخدمة لطالبها بمنتهى الشفافية والوضوح ومن دون أي منّة، كي تبقوا على مستوى الآمال المعلقة عليكم من شعبكم في الحفاظ على لبنان وضمان سلمه الاهلي والعيش المشترك بين ابناء الوطن الواحد، وان تكونوا كما انتم الدرع الواقية في مواجهة الصعوبات والتحديات الكثيرة.
أيها العسكريون،
إن مهماتكم الامنية والادارية على مساحة انتشار المديرية، وعند الحدود البرية والبحرية والجوية، هي أمانة تؤدونها دفاعا عن لبنان في مواجهة اعدائه، وصونا له ولشعبه مقابل تغييرات وتبدلات اقليمية ودولية قد تغيّر وجه المنطقة وطبيعتها، لذا فإن ثباتكم على قيمكم وقسمكم هو الضمانة لبقاء لبنان، واعادة النهوض به ليأخذ مكانته بين الدول كما يستحقه اللبنانيون. كما ان الظروف والمشقات الاقتصادية التي تعانون منها هي نفسها التي يعاني منها ابناء بلدكم، وهي لن تنال من عزيمتكم ولا من التزامكم ارفع معايير الشفافية والاحتراف. فلا فساد يتسلل اليكم، ولا وهن يصيبكم، وأي مخالفة قانونية او مسلكية ستنتهي بمرتكبها أمام القانون.
ايها العسكريون،
في مناسبة الاستقلال هذا العام، يقضي الواجب بذل المزيد من الجهد والتضحية في خدمة اللبنانيين والمقيمين، والقرار في هذا المجال واضح إذ لا عودة الى الوراء على الرغم من كل الازمات التي تعصف بنا وتضرب بكل الاتجاهات، والصعوبات لا سيما اللوجستية منها، التي قد تؤثر على مهماتنا.
العبور من حيث نحن، يتطلب تعاضد الارادات على كل المستويات، فلبنان بحاجة اليكم، لذا عليكم البقاء على جهوزيتكم، فلا تبخلوا بالمزيد، ولا تتقاعسوا عما هو مطلوب منكم.
عشتم
عاش الامن العام وعاش لبنان